ووردت في مقابلة صحافية تالية، مع زعيم آخر من زعماء جبهة التحرير في الواحد والعشرين من سبتمبر - أيلول - ١٩٥٥، تفاصيل أخرى، وإيضاحات إضافية. فقد أوضح هذا الزعيم إيضاحا كاملا أن الشروط التي ذكرها (عمارنة) هي (لوقف إطلاق النار، لا لوضع السلاح، إذ أن جبهة التحرير لن تلقي سلاحها إلا إلى حكومة جزائرية) وقد علق الزعيم الجزائري على التدريب السياسي والعسكري لجنود جيش التحرير فقال: (لا يسمح لأي فرد بالتطوع في جيش التحرير الوطني إلا بعد أن يكون قد تطوع في الجبهة نفسها، وهو يتطوع في الجبهة على الصعيد السياسي. ويقوم التدريب السياسي على أسس فريدة من العقائدية القومية، فنحن قبل كل شيء جزائريون. وليس في وسع الاسلام أن يزدهر بالتأكيد في ظل الاستعمار. وهذا ما يشكل حافزا للعمل. ولكننا لا نسأل أي عضو من أعضائنا عن دينه، وعما إذا كان مسلما ... وقد حارب الطلاب والفلاحون والعمال جنبا إلى جنب في جيش التحرير). وتحدث الزعيم الجزائري عن الشيوعية، فقال:(لن يشترك الشيوعيون كحزب في الحرب التحررية. أما إذا أراد شيوعي أن يشترك في جبهة التحرير كأي مناضل سياسي، فعليه أن يستقيل من حزبه أولا، وأن يتبنى برنامج الجبهة) وسيتعرض أنصار (مصالي الحاج) وحدهم للهجوم المباشر، أما الوطنيون المعتدلون، فلن يساء إليهم ما داموا يسهمون في النضال ضد الاستعمار، على الرغم من استخدامهم وسائل غير صالحة. وأشار الزعيم الجزائري إلى أبطال الجزائر في الماضي (كالشيخ الحداد والمقراني في ثورة عام ١٨٧١ وقال عنهم: إنهم مصدر إيحاء للثورة). ثم رسم خطا يفصل بين ثورتي الصين والجزائر فقال: