إن الافرنسيين، لما توالت هزائمهم في البوادي أثناء الاشتباكات والمكامن يوقعهم فيها (جيش التحرير الوطني) ولما فشلوا في المدن أمام أعمال الفدائيين، لم يسلكوا طريق الحرب وقوانينها. وإنما لجأوا إلى الأساليب التي تعبر عن الجبن والنذالة، وأملهم في ذلك قمع الثورة، وتدمير الروح المعنوية للشعب الجزائري حتى يتراجع عن طريق الجهاد. غير أن ذلك ما نال شيئا من إيمان الشعب، وما أضعف أبدا من الروح المعنوية للمجاهدين الجزائريين الذين تعاظم تصميمهم، وتزايد عنادهم - لدى رؤيتهم لتلك المجازر الوحشية. فمضوا على طريق الجهاد للقضاء على ذلك الوجه الاستعماري الذي ما كانوا يعرفون عنه إلا القليل.
ذلك هو أسلوب المستعمرين الذي قادهم إلى الهزيمة، وذلك هو أسلوب الثوار الذي قادهم إلى النصر.