قنابل محرقة وأخرى متفجرة وقنابل الغازات. فكان لا بد من الإنسحاب، وأخذ المجاهدون في الإستعداد لمغادرة هذا الجو الجهنمي، لاسيما بعد أن نفد الماء من المجاهدين، وتناقصت كمية الذخائر من بين أيديهم. وكان المجاهدون يعرفون أن قوات العدو قد شكلت سياجا أحاط بمنطقة القتال كلها. فكان لزاما تنظيم عملية إختراق لفتح ثغرة بين قوات العدو، والمرور منها.
كلف الفوج الثاني بقيادة (سي بلخير) ليكون رأس الحربة في عملية إختراق خط النار، واصطدم الفوج بوحدة إفرنسية كانت تحرس الجهة التي إختارها (سي بلخير) للمرور منها. وجاءت بعد ذلك قوة الفوج الأول الذي كلف بنقل الجرحى وإخلائهم من أرض المعركة، وجاءت بعدهم بقية قوة المجاهدين الذين كثيرا ما اضطروا للاشتباك مع جند العدو بالسلاح الأبيض. وقد ذهل المجاهدون لحجم الخسائر التي تكبدها العدو، إذ كانت كل خطوة من خطواتهم تصطدم بجثة قتيل من قتلى الأعداء. ولما أظلم الليل، تجمعت أفواج المجاهدين في نقطة الازدلاف (مكان الإتصال) الذي تم الإتفاق عليه في الليلة الماضية.
أخذ المجاهدون قسطا قليلا من الراحة، ثم عادوا أدراجهم إلى ميدان المعركة، للتعرف على الشهداء الأبرار، وأداء الواجب تجاههم بمواراتهم التراب.
مضت على المعركة تسعة أيام عندما وصل إلى مقر قيادة مجموعة المجاهدين إثنان من المجاهدين وهما يحملان بندقيتين (من نوع ماص) وبارودة أمريكية (كارابين)، وأخبرا القائد بأن طائرة عمودية (هيليكوبتر) قد سقطت محترقة غربي جبل (مستون)