في الصباح إلى المركز العسكري في (دوسان) وهناك قسموهم إلى فئتين: فئة تضم الشبان الأقوياء وعدد أفرادها ستة شبان، وفئة تضم الباقين وعددهم أحد عشر رجلا. وبدأت عملية التعذيب بالوسائل التقليدية، حيث تعرضت الفئة الأولى (فئة الشبان) لكل أنواع التعذيب، من كهرباء وماء مضغوط وجلد وضرب مبرح، إلخ ... ثم أرغموهم على ارتداء الملابس العسكرية التي تظهرهم بمظهر جنود التحرير، وعين أقواهم بنية ليكون رئيسا لهم، ثم أمروهم برفع أيديهم في الهواء، وأخذت لهم الصور (التذكارية) على هذا الوضع. وكان الهدف من ذلك تغذية أجهزة الإعلام والدعاية الإستعمارية، والترفيه عن أرملة (الكابتن سينكا) التي كانت تشهد المنظر لتشفي غليل إنتقامها. ثم أخذوهم بعد ذلك، وطافوا بهم على سكان القرية - إمعانا في الإرهاب ونشر سياسة الرعب - ولم يتمكن مواطنو القرية المسلمون من إخفاء مشاعر السخط والإشمئزاز، لهذه الأساليب القذرة. وفي المساء، جمعوهم في ساحة مركز (دوسان) العسكري، حيث قيدت أيديهم وأرجلهم، وأطلق ثلاثة من الجلادين الإفرنسيين نار رشاشاتهم عليهم، ثم أفرغوا رصاص مسدساتهم في رؤوس هؤلاء الأبرياء.
لم ينج أفراد الفئة الثانية (الشيوخ) من وحشية الإستعماريين الذين قذفوا بهم جميعا في حفرة ملؤها الماء الآسن الذي يصل حتى مستوى بطونهم. وراح جند الاستعمار بالترفيه عن أنفسهم وذلك بقذف هؤلاء الشيوخ بالحجارة، أو بغمر رؤوسهم بماء الحفرة، حتى إذا ما أشبعوا رغبة التعذيب الجنونية في نفوسهم المريضة. غيروا طريقتهم، وأخرجوهم إلى شمس الجنوب المحرقة، وأمروهم بجمع المعاول والرفوش المتناثرة في ساحة المركز، وطلبوا