من ليل (١٣ جويليه - تموز - ١٩٥٩). ويروي أحد منفذي العملية قصة المعركة بقوله:
(ليس بوسعي أن أذكر أكثر من جانب واحد من جوانب العملية وهو الهجوم على المنارة. فقد توجهت إليها، وكان إلى جانبها خيمة فيها جنود إفرنسيون، وكنت أحمل معي مدفعا رشاشا عيار (١٢،٧) وكانت المسافة الفاصلة بيني وبين الميرادور - المنارة - تبلغ نحوا من ثمانين مترا. وما أن حانت الساعة التاسعة والنصف ليلا، حتى كنا قد أخذنا مواقعنا، وكانت زمرة الهجوم تنتشر من أمامي وورائي ومعها مدفعان بازوكا وعلى جنبيهما مدفع عيار (٥٧ مم). وما أن أخذنا مواقعنا حتى كانت بقية زمرنا قد حاصرت بقية المراكز حصارا محكما. وبقينا في مراكزنا ننتظر شارة بدء الهجوم. وما إن صدر الأمر حتى أطلقت نيران مدفعي الرشاش وانطلقت في الوقت ذاته قنابل المدفع (٥٧) لتصب أهدافها في البناء.
ولدى انطلاق النار، ظنت دوريات الحراسة الإفرنسية أن الأمر قد لا يكون أكثر من هجوم عابر بأسلحة لا يمكن أن تنال من قوة تحصينات البناء وقوته. وأنه لا يمكن لهذا الهجوم أن يصل إلى الملاجىء المحصنة والتي حفرت تحت الأرض. ودعمت بالجدران السميكة التي أحكم بناؤها بالاسمنت المسلح، وزودت بدفاع متين من المدفعية والدبابات وغيرها. ولذلك سمعنا أحد الجنود الإفرنسيين يقول لنا ساخرا:(تعالوا!! تعالوا!! وتقدمت بعد ذلك في اتجاهي دبابة ضخمة من الدبابات الحديثة والمسلحة بستة مدافع: (إثنان عيار - ١٢،٧، ومدفع أمريكي عيار - ٣٠ - ومدح ٥٧ ومدفع عيار ٧٥) فأشعل سائقها الضوء في وجهي على أمل أن يبهرني. ثم تقدم في اتجاهي حتى لم يبق بينه وبيني إلا خمسون مترا، ثم قال لي