للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصوت تبينته بوضوح: (تعال يا بني، لا تضرب واصعد فوق الدبابة).

فكان جوابي الوحيد هو أن أطلقت عليه ٢٥٠ طلقة من مدفعي الرشاش دفعة واحدة - هي كل ما يحتويه شريط التلقيم -. وما أن توققت عن الرمي، حتى شاهدت الحريق يندلع في الدبابة، بسبب انفجار ما فيها من الذخيرة. وجاءت في أثر الدبابة المشتعلة مصفحة، فأحرقها مدفع (٥٧). وأعقبتها سيارة - جيب - فيها أربعة جنود إفرنسيين فروا من فرقة حراسة (المنارة) فرميتها برصاص مدفعي الرشاش، فقتلوا جميعا على الفور، واشتعلت النار في السيارة، وسمعنا صوت سيارة أخرى، تبيناها فإذا هي سيارة (ج م. س) كانت تحاول الخروج من الحصار، فوجه إليها أحد المجاهدين طلقات مدفع عيار (٣٠) وأصاب عجلاتها. ثم وجهت لها طلقات مدفعي الرشاش حتى أصبحت كلها طعمة للنيران، وآنذاك، وجهت الرمي إلى المنارة (الميرادور). فخرج منه جندي إفرنسي حاملا مدفعه الرشاش وهو يبحث عن موقع ممتاز، فبادرته بطلقات مدفعي، وحطمته مع مدفعه.

ثم هجمت قواتنا على المخيم، فأسرع الجنود الإفرنسيون إلى التحصين بالملاجىء الأرضية، لكننا طاردناهم إلى تلك الملاجىء ودمرناها فوقهم، وماتوا من آخرهم. وإلى هنا، لم يسجل أي رد فعل من طرف العدو، ولعل قوة المباغتة هي التي شلت قدرتهم. ولكن ذلك لم يمنعنا من متابعة تنفيذ المهمة بحذر، وفي الواقع، فإنه لم تمض فترة طويلة حتى وجهت إلينا نيران مدفع رشاش (من نوع هوتشكيس) من نافذة بالمبنى الواقع فوق مخزن الأسلحة، فهاجمناه بالقنابل اليدوية، وقتلنا الجندي الإفرنسي، واستولينا على

<<  <  ج: ص:  >  >>