وضعت أمام المركز خمسة مدافع (بازوكا) على بعد خمسة عشر مترا من منارة (مركز الساس) ومدفعي هاون عيار (٥٠) ومدفعين عيار (٥٧) على بعد مائة وخمسين مترا. ووضعت النسق الأول من قوات الهجوم على بعد خمسة وعشرين متر وراء البازوكا، والنسق الثاني على بعد خمسين مترا والصف أو النسق الثالث على بعد مائة وخمسين مترا لمواجهة أي طارىء قد يظهر من الخلف. وبقيت أنتظر الأمر ببدء الهجوم. وعلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بالضبط أعطيت الإشارة. فبدأت المدافع الرشاشة تقذف نيرانها طوال عشر دقائق، ثم بدأ الهجوم يتقدمه (حاملو الرشاشات - الرماة).
كان أول رد فعل صدر عن العدو، هو إطلاق النار من رشاش (هوتشكيس) ومدفعين (عيار ٢٤) مع قذف القنابل اليدوية وإطلاق نار البنادق، واستمر تبادل إطلاق النار حتى الساعة الثالثة إلا الربع، وإذ ذاك قمنا بالانقضاض عليهم، وكنا نفجر قنابلنا اليدوية في وجوههم. وأمكن لنا تدمير دفاع العدو بواسطة قذائف (البازوكا) ولم يبق إلا مدفع واحد (نموذج هوتشكيس) كان الرامي عليه مختفيا وراء نافذة، كان لا بد من تدمير الرشاش قبل كل شيء، ويقول قائد الكتيبة وهو يتابع حديثه:
أصدرت أمري إلى أحد المجاهدين (واسمه علي) بحماية جنبي بمدفعه الرشاش، بينما أقوم أنا بمهاجمته، وأعطيت الأمر إلى الجنود بالإنبطاح أرضا، ثم تقدمت نحو النافذة، وأخرجت قنبلة يدوية، ونزعت عنها مسمار الأمان، وقذفتها عليه، فانفجرت في صدره. ثم قلت لجندي آخر (واسمه مسعود) أن يقتحم بناء المركز- من الباب - بينما كنت أنا أنظر من النافذة، وأفتش داخل