الغرف مستضيئا بمصباح يدوي - ولما تأكد لي عدم وجود أية مقاومة، أصدرت الأمر إلى النسق الثاني بأن يقطع السلك، ويتقدم زحفا نحو المركز، إلى أن يحتله، ودخلت أنا، ثم لحق بي المجاهدون الذين حاصروا المبنى من جميع الجهات، ووقفوا عند جميع نوافذ المركز، فطلبت أن يتبعني ثلاثة ويبقى الآخرون في الحراسة. في حين يبقى النسق الأول متمركزا في مواقعه.
انتهت عملية احتلال المركز في الساعة (٣,١٠) صباحا. وبدأت عملية جمع الوثائق، وحمل الذخيرة والعتاد. فحمل المجاهدون من مركز المنارة الصغيرة (الميرادور) التابعة لمركز (الساس) مدفع رشاش (هوتشكيس) وصندوق ذخيرة وثماني سلاسل من ذخيرة رشاشات (٢٤).وعثر على مدفع ٢٤ إلا أنه كان مدمرا بقذيفة بازوكا. كما كانت جميع الأسلحة وقد صهرت بتأثير الحرارة الشديدة الارتفاع. وحصل المجاهدون من مكتب ضابط (الساس) على وثائق هامة وبكمية جيدة. كما حصلوا على جهاز راديو ومسدس وبندقيتين حربيتين وكمية كبيرة من الألبسة. وكانت الأشلاء الممزقة في كل مكان كثيرا ما تعيق عملية البحث والتفتيش عبر الأنقاض المتهدمة، وقبل أن يغادر المجاهدون المبنى، أنزلوا العلم الإفرنسي، ورفعوا مكانه علم الجزائر، كما عملوا على إحراق سيارتين (ج. م. س) وسيارة جيب) ..
...
بقيت بعد ذلك قصة الهجوم على مركز القيادة التي تتلخص بالتالي:
(عندما أطلقت مجموعة المجاهدين المكلفة بالهجوم على هذا