المركز نيرانها وقنابل أسلحتها، التهمت النار مبنى القيادة، فلم يتمكن المجاهدون من اقتحامه , كما لم يقم العدو بأي رد فعل مباشر، واغتنم المجاهدون الفرصة، فعملوا على تدمير الملاجىء الأرضية المحصنة، ودمروا مدرعتين نصف مزنجرتين (هاف تراك) مسلحة كل واحدة فيها ثمانية مدافع رشاشة. كما التهمت النار مستودعات الذخيرة والوقود، مع تدمير مدفع هاون (١٢٠) مم. وكان عدد أفراد العدو في هذا المركز (٦٢٠) جنديا تمت إبادتهم عن آخرهم.
...
كان المواطنون الجزائريون - المدنيون - في قرية (عين الزانة) يتابعون باهتمام كبير المعركة. وما أن شاهدوا المركز وقد تحول إلى أنقاض وأكوام من التراب والحجارة والرماد حتى أقبلوا على مجاهدي جيش التحرير الوطني، يساعدونهم، ويعملون على إخلاء الجرحى والعناية بهم وعلاجهم، فأقاموا لهم المآدب في جو من الفرحة، بل أن فلاحا لا يملك إلا بقرتين، أبى إلا أن يذبحهما تكريما للمجاهدين في سبيل الله والوطن.
لقد كلل الهجوم على (عين الزانة) بهذا النجاح الرائع، لأن قيادة جيش التحرير نظمت في الوقت ذاته مجموعة من الهجمات المنسقة على جميع المراكز القريبة منه: مثل (بوحجار) و (بوسردوك) و (عين كرمة) و (الساقية) و (لاكروا) و (غيران) الخ ... وبهذه الطريقة لم تتمكن هذه المراكز من التدخل أو دعم مركز (عين الزانة) الذي كان هو الهدف الأساسي من عملية هجوم يوم (١٤ - جويليه - تموز - ١٩٥٩).