برهن مجاهدو جيش التحرير في عملية (عين الزانة) على حسن استيعابهم لتقنيات الأسلحة الجديدة واستخدامها بفاعلية ومهارة عالية، أما شجاعتهم في الهجوم فإنها لم تكن بالأمر الجديد عليهم، ولو أن سلوكهم الرائع في القتال، انتزع إعجاب قادتهم الذين أثنوا على مجاهديهم بما هم أهل له. ولقد بوغت الإفرنسيون مباغتة تامة لظهور الأسلحة الحديثة في قبضة الثوار وكانت المباغتة الأكبر لهم هي في استخدام هذه الأسلحة بمثل تلك الكفاءة. وقد ظهر ذهول المباغتة فورا على الافرنسيين الذي كانوا قد نشروا عشر دبابات على طول عشرة كيلومترات بالقرب من عين الزانة. وقد حاولت هذه الدبابات التدخل في بداية الأمر، لكنها ما أن سمعت أنواع الأسلحة المستخدمة، حتى أطفأت أنوارها، ولازمت جانب الصمت.
كانت القيادة الإفرنسية تعرف أن مجاهدي جيش التحرير الوطني قد حصلوا على أسلحة حديثة، غير أن هذه القيادة لم تعترف بقدرة المجاهدين على استيعابها وحتى استخدامها، وجاءت عملية (عين الزانة) لتنذر القيادة الإفرنسية بالتطور الجديد، لا في مجال التسلح فقط، وإنما في مجال التخطيط للعمليات وتنفيذها وإدارة الحرب بصورة عامة. وشعرت القيادة الإفرنسية بخطورة التحول الذي ظهر في (عين الزانة) والتي تم تنفيذ عملياتها في منتصف فصل الصيف، حيث يقصر الليل، وحيث تكون كل الظروف الجوية والبرية مناسبة لتحرك القوات الإفرسية بأكثر مما تسمح به ظروف فصل الشتاء، حيث تقف الدبابات والمركبات عاجزة عن التحرك في المناطق الصعبة.
لقد كانت معركة (عين الزانة) أكثر من مجرد هجوم ناجح: