الاعتماد على الجيش الإفرنسي - ضد الاتحاد السوفييتي. وتلك هي بعض ملامح المعركة كما وردت في تقرير أحد الأبطال الذين عاشوا تجربتها:
(هي فرقة من مغاوير (كوماندوس) جيش التحرير الوطني، لا يزيد عدد أفرادها على الستين رجلا، كلفتها قيادة جيش التحرير بتنفيذ مهمة في (عنابة)، غير أن العدو اكتشفها قبل أن تصل إلى هدفها، وذلك عندما وصلت إلى مسافة تبعد ثلاثين كيلومترا عن مدينة (عنابة) وكانت الساعة (١٠ , ١٩) مساء وما أن اكتشف الافرنسيون أمر هذه القوة حتى أخذوا في تنظيم حصار محكم حولها، ودفعوا لهذه الغاية (فرق القوم والحركة) و (فرق اللفيف الأجنبي) و (فرق المظليين - أصحاب القبعات الحمر والخضر) و (الفرقة الرابعة عشر للمصفحات) و (وحدات أخرى مختلفة من الشرطة - البوليس) و (س. ر. س) وقد اسقدمت هذه الفرق من (قالمة) و (سوق السبت) و (قسنطينة) و (سطيف) و (سكيكده) و (واد العنف)، بل إن بعضها استقدم من جنوب ولاية وهران بواسطة الطائرات.
وقد عمل الإفرنسيون طوال الليل من أجل إعداد هذه القوات وزجها بأعدادها الضخمة والتي بلغ مجموعها ثلاثة وعشرين ألف جندي تقريبا، كل ذلك لتنظيم حصار حول ستين رجلا.
لم تبق فرقة المغاوير - الكوماندوس - متوقفة عن كل نشاط طوال الليل، فواصلت سيرها داخل دائرة الحصار المضروب حولها، متوجهة إلى مدينة (عنابة) وكلها عزم وتصميم على تنفيذ واجبها مهما كان الثمن، ولم تحاول الرجوع إلى الوراء بالرغم من أنه كان باستطاعتها الإفادة من ظلمة الليل لاختراق الحصار والعودة إلى