للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قواعدها. وفي الساعة الرابعة من صباح يوم ٢٤ جوان - حزيران - وصلت إلى ضاحية (سيدي سالم) من ضواحي مدينة (عنابة) وأشرقت عليها الشمس قبل أن تدخل المدينة، فتمركزت في مزرعة مشجرة محصنة يقع (وادي سيبوس) من ورائها. ثم نظمت مواقعها الدفاعية، ووضعت خطة خروجها من الميدان، وحفرت الخنادق لأنها كانت تعرف جيدا ما - يواجهها من عتاد حربي وتنوع، ومن أسلحة مختلفة (طيران، مدفعية ثقيلة، مدرعات، الخ ...) واستعدت فرقة المغاوير - الكوماندوس - لمواجهة العدو استعدادا كاملا.

انصرف العدو، بعد شروق الشمس، الى البحث عن آثار فرقة المغاوير - الكوماندوس - حتى أمكن له تحديد موقعها في الساعة السادسة صباحا. وحدث أول اشتباك بالنيران، وسقط النسق الأول من القوات الإفرنسية، ومعظم أفراده قتلوا، ثم تراجع الباقون على أعقابهم. وتأكدت القيادة الافرنسية من مكان تمركز المغاوير، فراحت تقذفه بقنابل المدفعية الثقيلة طوال ساعتين (من الثامنة حتى العاشرة) توقف القصف بعدها. وشرعت القيادة الإفرنسية في توجيه الهجوم ضد مواقع المغاوير الجزائريين. وكانت القوات الإفرنسية المهاجمة قد انتظمت على شكل أنساق متتالية: النسق الأول ويضم (فرق القوم والحركة). والنسق الثاني ويضم (فرق اللفيف الأجنبي). ثم النسق الثالث، ويضم (جنود المظلات). وبعدها تأتي أنساق بقية القوى.

كانت فرقة مغاوير جيش التحرير الوطني تملك من الأسلحة ما يساعدها على مواجهة مثل هذا الهجوم بقوة وفاعلية، فقد كان معها

<<  <  ج: ص:  >  >>