(٢٤) رشاشة. ومدفع هاون وبازوكا و (٤) مدافع رشاشة، والباقي بنادق حديثة. وكانت القيادة الافرنسية تعرف أن جنودها قد يترددون في مواجهة نيران جيش التحرير، ولهذا راحت تضرب مؤخرتهم بقنابل المدفعية الثقيلة حتى تجبرهم على التقدم والهجوم، وحتى لا يجدوا أمامهم مجالا للفرار. وكان كلما تقدم نسق من أنساق القوات الافرنسية حصدته نيران مغاوير جيش التحرير، وأبادت معظم أفراده. فتناثرت جثث القتلى في كل مكان. ولم يجد الجنود القلائل الذين نجوا من الموت في أنفسهم ما يكفي من الجرأة لمتابعة الهجوم، فانبطحوا أرضا، وتظاهروا بالموت، لأنهم لم يكونوا قادرين على الانسحاب نحو الخلف حيث كانت قنابل المدفعية الإفرنسية تحاصرهم وتمنعهم من التراجع.
واستمرت موجات الهجوم في التتابع طوال ساعتين كاملتين، وتأكدت القيادة الإفرنسية عندها من عقم الهجوم، وعدم الفائدة من متابعته أو تطويره. فأخذوا في الإعداد لقصف موقع المغاوير الجزائريين بقنابل الطائرات، ولكنهم عملوا قبل زج الطيران، على إرغام المدنيين الجزائريين على إخلاء قتلى الإفرنسيين وجرحاهم وذلك حتى لا تضربهم نيران المغاوير الجزائريين.
تدخل الطيران بعد ذلك، وراحت قنابله الثقيلة تدق الأرض دقا عنيفا، ومع ذلك، استطاع المغاوير إسقاط ثلاث طائرات (واحدة من نوع ب - ٢٦ والثانية من نوع ت - ٦ والثالثة طائرة استطلاع) وقد شاهد جميع المدنيين - جزائريين وإفرنسيين - الطائرات الافرنسية وهي تتهاوى طعمة للنيران. وبعد هذه الموجة من الهجوم الجوي، عادت القيادة الافرنسية الى تنظيم هجوم جديد بقواتها البرية. لكن