وقد كانت هذه المعركة البطولية الرائعة، مناسبة جديدة، أكد فيها جيش التحرير الوطني الجزائري تفوقه في ميدان الصراع المسلح، كما برهن فيها المجاهدون على قدرتهم في استيعاب الأسلحة الحديثة وكفاءتهم العالية في استخدامها.
واكتسبت معركة عنابة أهمية خاصة بسبب وقوعها في فترة كانت أجهزة الجمهورية الخامسة (حكومة ديغول) العسكرية منها والإعلامية والسياسية تزعم أنها في سبيلها إلى (تهدئة البلاد). فظهر للعالم أجمع أن الجزائر الثائرة هي أبعد ما تكون عن التهدئة بالوسائل القمعية. واكتسبت معركة عنابة أهمية خاصة أيضا لأنها وقعت في فترة حرجة كانت فيها حكومة ديغول تحاول الاعتماد على مراكز قوى تبادلية يمكن لفرنسا الاستعمارية أن تتفاهم معها - ضد جبهة التحرير الوطني - المتصلبة - على حد زعم الافرنسيين، فجاءت معركة عنابة لتبرهن للجميع بأن جبهة التحرير الوطني (وجيش التحرير الوطني - الجهاز التنفيذي للجبهة) هي القوة الوحيدة التي يمكن لها تقرير حق الجزائر في مستقبلها - بالحرب أوبالسلام -.
وكان لمعركة عنابة أهميتها الخاصة أيضا لأنها جاءت في فترة، حاولت فيها حكومة ديغول التنكر لكل العوامل التي أدت الى الثورة، ودفعت شعب الجزائر المجاهد لحمل السلاح، فظن ديغول - وحكومته - أنه يستطيع عن (طريق إقامة بعض المشاريع الصناعية والاقصادية) امتصاص نقمة الشعب الجزائري، فراح يشجع رؤوس الأموال الإيطالية على المساهمة في إقامة (معمل عنابة)، وانصرف إلى وضع مشروع (قسنطينة) لتطوير الولاية التي كانت