مهدا للثورة. وجاءت معركة عنابة لتحبط كل المشاريع الوهمية، ولتسقطها دفعة واحدة. وكان المدنيون الإفرنسيون - المستوطنون - وسواهم من الأوروبيين - يعتقدون حتى ذلك اليوم أن باستطاعة الجيش الافرنسي فرض وجوده والسيطرة على الموقف - إذا ما أراد ذلك - ولكن هؤلاء شاهدوا بأعينهم البرهان على ضعف الجيش الافرنسي المتفوق ماديا بالقوى والوسائط، وتأكدوا من تفوق جيش التحرير الوطني معنويا والذي بات يمتلك من الوسائط ما يؤهله ليكون متفوقا ماديا أيضا.
وباتت قضية حسم الصراع لمصلحة الثائر الجزائري قضية زمن لا أكثر. وكانت معركة عنابة نقطة من نقاط الانعطاف الحاسمة في تطور (جيش التحرير الوطني الجزائري).