للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لا بد من أن يضاف الى ذلك صعوبة جديدة نجمت عن تمديد أنبوب البترول (من حاسي مسعود) الى (بجاية) وقد أدركت القيادة الافرنسية أن هذا الأنبوب معرض لهجمات (فرق التدمير) التابعة لجيش التحرير، وخصوصا في المناطق الجبلية التي يمر بها مثل (جبال الحضنة) و (جهة البيبان). واعتبرت أن أي تدمير للأنبوب في أي نقطة هو ضربة قاصية، ليس فقط للجيش الافرنسي، وإنما للاقتصاد الاستعماري بكامله والسياسة الديغولية بمجموعها، ولا سيما المشروع القسنطيني الذي اعتبر أن بترول الصحراء وغازها هو عموده الفقري. وقد توقح قائد افرنسي كبير المصاعب الناتجة عن الموقف الجديد. فقال لجنوده - قبل الانتهاء من تمديد الأنبوب - ما يلي: ................... (ستصبحون عما قريب حراسا للأنابيب) وقد تأكدت هذه الحقيقة في التعليمات التي وجهها وزير الجيوش الافرنسية (غيوما) الى (الجنرال شال) والتي جاء فيها: (وبما أن البترول قد وصل الى بجاية، فيجب ألا يتوقف عن التدفق مهما كانت الظروف. إن حماية البترول أمر أساسي نظرا للأهمية السياسية والنفسية التي تعلقها فرنسا على استثماره، وهو أمر ضروري أيضا لأن التزاماتنا أمام الشركات البترولية يقضي بضمان وصول البترول).

وهكذا بات لزاما على الجيش الإفرنسي أن يحتمل عبئا جديدا هو حماية أنبوب يمتد على طول (٦٦٠) كيلومترا. وقد تم توزيع قوات هذا الجيش فكان منها (٥٠) ألف جندي لممارسة الأعمال الإدارية، و (٦٠) ألفا على المدارس. و (٥٠) ألفا لحماية الخطوط المكهربة - هذا عدا الامتدادات التي تستنجد بها هذه القوة كلما شدد جيش التحرير هجماته على هذه الخطوط المكهربة، لا سيما في الفترة التي بدأت في ٢٦ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٩. وهناك

<<  <  ج: ص:  >  >>