للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيادة العامة عن التكتيك الإفرنسي الجديد، وبادرت القيادة العامة فوجهت تعليمات عسكرية جديدة إلى مجالس جميع الولايات حتى تعمل بمقتضاها، وتستعد على ضوئها لمواجهة البرنامج الافرنسي الجديد. وأفاد جيش التحرير من تجربة الولاية الخامسة في مواجهة (برنامج شال)، ولما انتقل هذا البرنامج إلى الولاية الرابعة ثم الثالثة، كان جيش التحرير في كل مرحلة من تلك المراحل يزيد من إحكام أساليبه وتطويرها وإتقانها، بحيث لم يصل (برنامج شال) الى نهايته - وهي عمليات الشمال القسنطيني - حتى بات جيش التحرير وهو على استعداد كامل لمواجهته. وهذا ما يفسر مقدرة جيش التحرير في هذه المنطقة على توجيه ضربات حاسمة الى القوات الاستعمارية، في الوقت الذي ظهر فيه عجز الاستعماريين الإفرنسيين عن إلحاق خسائر حقيقية بقوات جيش التحرير الوطني. وهذا ما عبرت عنه عمليات جيش التحرير الناجحة في المعارك والاشتباكات والكمائن التي كان

مسرحها (مليلة) و (القل) و (جيجل) و (تاكسانة) و (سيدي زروق) و (تامسقيدة) و (فح مزالة) وهذا أيضا ما يفسر ارتباك القيادة الإفرنسية واضطرابها في إدارة عمليات الشمال القسنطيني.

المهم في الأمر، هو أن (برنامج شال) لم يتمكن من القضاء على المصاعب القديمة بقدر ما عمل على زيادة شدتها وتعقيدها، فبات الجيش الافرنسي وهو يواجه في آن واحد ثلاث جبهات: جبهة (بلاد القبائل) حيث فرضت عليه (عملية جوفيل) التمركز هناك. وجبهة (الخطوط المكهربة) في شرق الجزائر وغربها. وجبهة عملية (الأحجار الكريمة) التي بدأت القوات الافرنسية في تنفيذها مع بداية شهر تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٩ - في الشمال القسنطيني.

<<  <  ج: ص:  >  >>