للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض أفراد العدو إبداء بعض المقاومة، فوجهوا نار مدفع رشاش كان متمركزا في أحد الملاجىء المحصنة. غير أن مدافع البازوكا للمجاهدين أسكتته بسرعة ودمرت الملجأ الحصين.

كانت المدفعية الثقيلة للمجاهدين قد دمرت الثكنة العسكرية وبرج المراقبة (الحراسة) وكثيرا من الأبنية العسكرية التي اشتعلت فيها النيران، وتوالت بداخلها الانفجارات التي اختلطت بأصوات الجنود الافرنسيين وهم يتصايحون ويتركون مواقعهم للالتجاء إلى الملاجىء السرية. وعلى الرغم من تقدم المجاهدين من الاتجاه المكشوف نسبيا، فقد كان رد فعل العدو ضعيفا نسبيا، وفي الواقع فقد اكتشف حارس برج المراقبة (الميرادور) حركة المجاهدين، وحاول إطلاق شارة الإنذار، غير أنه لشدة هلعه وجه شهاب الإنذار نحو الأرض عوضا عن توجيهه نحو السماء. فاحترق الشهاب من غير أن يشعر به أحد.

دمر المجاهدون مراكز الحراسة، وانطلقوا بعدها في هجوم عاصف على الثكنة وبقية المنشآت العسكرية المجاورة لها. وكانت قد تهدمت كثيرا من جوانبها، فدخلها المجاهدون، فتعثرت خطواتهم بجثث القتلى من الجنود الافرنسيين المتناثرة في كل مكان. ولما حاول بعض من بقي حيا الفرار، عاجلته نيران رشاشات المجاهدين فصرعته فورا.

وفي هذه الأثناء، اتجهت إحدى وحدات المجاهدين نحو الأكواخ التي حشر فيها الجزائريون المسلمون وتحدث إليهم قائد الوحدة بقوله:

(يا أبناء الجزائر! اخرجوا ولا تبقوا تحت ذل الاستعمار الافرنسي).

<<  <  ج: ص:  >  >>