للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان رد الفعل الأولي لفرنسا ممثلا بموقف رئيس الوزراء الفرسي آنذاك (مانديس فراس) الذي أعلن: (بأن جواب فرنسا على هذه العمليات التمردية هو الحرب) وبادر بإرسال قوات المظليين في ٢ تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٥٤. وكان هذا الإجراء هو بداية تاريخ المظليين الفرنسيين في الجزائر، وهو التاريبخ الذي يشكل صفحة سوداء في جملة صفحات الاستعمار الإفرنسي المميز بجرائمه القذرة، وأساليبه الوحشية الشائنة: فقد بدأ هؤلاء - أصحاب القبعات الحمر - على إجلاء المواطنين المسلمين بناحية أوريس، ودمروا القرى والمداشر بقنابل الطائرات. ومارسوا أعمال الإبادة الإجماعية والتعذيب اللاإنساني، والاعتقالات الرهيبة. وبدأت المعارك الطاحنة بين القوات الإفرنسية ومجاهدي جيش التحرير الوطني الذين أظهروا في صراعهم المرير وغير المتكافيء بطولات أثارت إعجاب العالم.

كانت ردود فعل الجماهير الجزائرية مختلفة، متباينة - كما كان متوقعا - إذ أنه من المحال تدمير هيبة الاستعمار بضربة واحدة بعد تلك الهيمنة الطويلة التي رافقت عمر الاستعمار. وكان لا بد من إقناع الجماهير بمجموعة من الحقائق لإجراء التحول المطلوب، وأبرز هذه الحقائق:

أولا - قدرة الإنسان الجزائري المسلم، على تحدي الإنسان الأوروبي - الإفرنسي - الذي شكل عقدة (تفوق الرجل الأبيض) وذلك بصرف النظر عن التشابه باللون إن كان هناك ثمة تفوق عنصري - أو عرقي - يرتبط بلون البشرة.

ثانيا - قدرة الإنسان الجزائري المسلم، على خوض الصراع المسلح في حرب طويلة الأمد. إذ كان صمود الثورة واستمرارها

<<  <  ج: ص:  >  >>