شرطا أساسيا لإجراء التحويلات المطلوبة في وسط الشعب الجزائري:
وعلى هذا، فقد كانت فئات الشعب فى الريف والجبال، أكثر استعدادا لاحتضان الثورة منذ بداياتها المبكرة، بحكم عمق مشاعرها الدينية، وبحكم ظروفها الاجتماعية السيئة، فلم يكن لهذه الفئات ما تخافه أو تخشاه، وهي المؤمنة بمفهوم الجهاد، كما لم يكن لديها ما تخاف عليه وهي لا تمتلك من حطام الدنيا إلا قيودها وأغلالها التي كبلها بها الاستعماريون.
أما سكان المدن، والمثقفون فيهم بصورة خاصة، والمحافظون التقليديون من أتباع السلطة (بني وي وي - الإمعات) فقد أيدوا - في معظمهم انطلاقة الثورة في بداياتها الأولى، غير أنه كان من المحال عليهم التخلص من رواسبهم دفعة واحدة، ولهذا أظهروا ترددا أمام منح الثقة لقدرة الثورة على الصمود والاستمرار. ولكن تعاظم قدرة الثورة، وظهور تنظيمات المهجاهدين والفدائيين والمسبلين (الأنصار) وما كانت تحققه هذه التنظيمات من أعمال مثيرة وبطولات رائعة، أقنعت المتشككين والمترددين بطرح ترددهم، وهكذا فعندما طرح رئيس الوزراء الإفرنسي - إدغارفور - والذي خلف منديس فرانس بسبب حرب الجزائر - طرح قضيه الدمج. اصطدم بالنواب الجزائريين الذين كانت تعتبرهم فرنسا (ورقتها المضمونة) وشكل هؤلاء (جماعة الواحد والستين) الرافضة للدمج.
سجلت هذه المرحلة (من العام ١٩٥٥) تطورا كبيرا في نشاط الثورة التي امتد لهيبها إلى كل أنحاء الجزائر. فلم تصل هذه السنة إلى نهايتها حتى تم تأمين الاتصال بين كل (ولايات الكفاح) - بما