الصراع. ومقابل ذلك أخذت الثورة في زيادة رصدها بفضل ما كان يقدمه لها خزان الشعب الهائل من دعم مادي ومعنوي. غير أن ميزان القوى بقي مضطربا في غير مصلحة الثورة. وبدأ الصراع في استنزاف قدرة العدو المادية والمعنوية، ومع هذا الاستنزاف كانت قوات الثورة تتعاظم باستمرار - ماديا ومعنويا-. وفي نهاية السنة الخامسة للثورة (١٩٥٩) ظهر بوضوح أن فرنسا قد استنزفت كل إمكاناتها للصراع. في حين ظهر أن الثورة لا زالت قادرة على حشد المزيد من القدرات (في القوى والوسائط) حيث انتظمت جماهير الشعب الجزائري في أعمال الصراع المختلفة، وحيث ظهر أن تأمين التمويل للثورة وإمدادها باحتياجاتها من الأسلحة لم تعد مشكلة على طريق الثورة. ووصلت الثورة بذلك إلى مرحلة (التوازن الاستراتيجي). غير أن الوصول إلى هذه المرحلة لم يكن سهلا ولا يسيرا.
كان الثوار - القادة التاريخيون - قد تواعدوا عندما أطلقوا شرارة الثورة، على الالتقاء بعد ستة أشهر من انطلاقة الثورة بهدف إعادة تقويم المرحلة السابقة، والإعداد لمتطلبات المرحلة التالية. ولكن سرعة تطور الأحداث، وعنف المد الثوري الجارف، وإنهماك القادة في العمل لم تسمح بعقد هذا اللقاء إلا بعد سنة وعشرة أشهر. وهكذا انعقد مؤتمر الصومام يوم ٢٠ آب - أغسطس - ١٩٥٦. الذي يعتبر - إلى حد ما - نقطة تحول حاسمة على طريق الثورة.
لقد حضر هذا المؤتمر - لأول مرة - مندوبون عن مناطق الكفاح المختلفة، وتخلف عنه بعض القادة الذين استشهدوا أو اعتقلوا مثل المرحومين (ديدوش مراد) و (مصطفى بن بو العيد) اللذين استشهدا قبل انعقاد المؤتمر و (رابح بيطاط) الذي اعتقل يوم