للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٣ - أيار - مايو - ١٩٥٥) ولم يتمكن من الحضور أيضا (أحمد بن بيللا) ورفاقه الذين كانوا يمثلون الثورة في الخارج. وقد أسفرت اجتماعات المؤتمر عن نتائح هامة، مثل شرح وتأكيد المبادىء الأساسية التي عبر عنها منشور الثورة الأول، وتنسيق التعاون بين مختلف (ولايات الكفاح)، وتنظيم جيش التحرير، وتوحيد ظواهره وأساليبه وطرائق إدارته، وتعزيز قوته. وإنشاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية الذي يعتبر بمثابة السلطة العليا للثورة، ثم لجنة التنسيق والتنفيذ التي هي بمثابة السلطة التنفيذية.

امتازت هذه الفترة بزيادة أعداد جيش التحرير الوطني وتعزيز إطاراته بالشباب المثقف الذي ترك الدراسة والتحق بصفوف الثوار في الجبال، بعد إعلان الإضراب العام من طرف (الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين)، ولقد حل هذا الاتحاد الذي كان في إضراب منذ أيار - مايو - ١٩٥٦ من قبل الإدارة الإفرنسية سنة ١٩٥٨. كما كانت قد حلت من قبل (الاتحاد العام للعمال الجزائريين) و (الاتحاد العام للتجار الجزائريين) سنة ١٩٥٧ وحينذاك إنضم عدد من أجهزة هذه التنظيمات إلى (جبهة التحرير الوطني) و (جيش التحرير الوطني) فدعموا قدراته بالعناصر القيادية والمقاتلين، كما إنضم عدد كبير إلى صفوف المجاهدين بصورة سرية (داخل البلاد أو خارجها).

تطورت في هذه الفترة الوسائط القتالية لجيش التحرير الوطني عن طريق الغنائم الضخمة التي كان ينتزعها المجاهدون من أعدائهم، وعن طريق الإمدادات التي أخذت في الوصول إلى القواعد المحررة من الخارج - عن طريق تونس بالدرجة الأولى وامتازت هذه الفترة من جهة أخرى بتعاظم أعمال الفدائيين في المدن

<<  <  ج: ص:  >  >>