للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - عملية (ماراتون) لدعم السد الشرقي (خط موريس) في محاولة للقضاء على جيش التحرير في نيسان - إبريل - ١٩٦٠.

...

أحد عشر هجوما واسع النطاق بها أسماؤها الضخمة، وبعضها أعيد مرات. عديدة، ومثلها أضعافا من الهجمات التي لم تحمل أسماء إصطلاحية، وكلها فشلت على صخرة صمود المجاهدين وتحطمت. فماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك ببساطة أن مرحلة التوازن الاستراتيجي على مستوى العمليات قد تحققت بالرغم من كل العناد الافرنسي. ومضى جيش التحرير الوطني وسط العقبات والمصاعب، وهو يزيد من قوته، حتى بلغ عدد أفراده (١٢٠ ألفا). وأنشئت المدارس العسكرية، وأرسلت البعثات إلى الخارج لتكوين الإطارات (الكادرات) الفنية، وتغيرت خطط المقاومة للإفلات بنجاح من عمليات (مشروع شال)، وامتدت العمليات الحربية إلى أقصى الصحراء بل وإلى فرنسا ذاتها، حيث تم تدمير مستودعات بترولية ضخمة، وأعيد تنظيم المقاومة في المدن، وتعرضت الثورة في هذه الأثناء إلى خطرين جسيمين، قدم الشعب المجاهد في مواجهتهما أعدادا كبيرة من الضحايا البريئة أولهما: معركة العاصمة (سنة ١٩٥٧) حيث أسندت إدارة الأمن في العاصمة وضواحيها إلى قائد المظليين (الجنرال ماسو) الذي أخذ على عاتقه تدمير منظمات الفدائيين في (الجزائر) فأطلق جنوده، يرتكبون أفظع أعمال التقتيل وأبشع طرائق التعذيب والسلب.

وقد ذهب ضحية التعذيب والاغتيال كثير من الشهداء الأبرار، منهم بصورة خاصة (الشهيد العربي بن المهيدي) عضو لجنة التنسيق والتنفيذ، و (علي بومنجل) المحامي، اللذان اغتيلا في

<<  <  ج: ص:  >  >>