للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفضل نشاطها خلال هذين الشهرين من اجتياز مرحلة جديدة على طريق التهدئة). وبعد هذا أدلى الجنرال (شال) إلى صحيفة إسبانية بتصريح، أعقبه بتصريح ثان إلى صحيفة - لوموند - الفرنسية أكد فيه: (بأن الانتصار العسكري على الثورة هو أمر ممكن. وأنه آخد بزمام الموقف).

ليس المجال هنا هو مجال التعرض بالتحليل للأسباب والعوامل التي حملت - الجنرال ديغول - على توجيه تهانيه إلى الجنرال شال والقادة العسكريين الفرنسيين بالجزائر - مغتنما من أجل ذلك كل مناسبة وأحيانا من غير مناسبة -. والمهم في الأمر - بالنسبة للثورة - هو تقديم البرهان على أن برنامج شال الجديد، لن ينجح، ولا يمكن له أن ينجح في القضاء على الثورة الجزائرية، كما لم تنجح جميع البرامج التي سطرها الفرنسيون منذ بداية الثورة في سنة ١٩٥٤.

...

إن القيادة الفرنسية - في الحقيقة - رغم انتصاراتها المزعومة التي تزخر بها بلاغاتها في كل يوم، ورغم تظاهرها بأن البرنامج الجديد سيقودها حتما إلى الانتصار العسكري، لم تعرف أي طريق تسلك للقضاء على فرق جيش التحرير الوطني، فقد جربت القيادة العسكرية الفرنسية مجموعة من الطرائق والأساليب، ووضعت جملة برامج، فشلت كلها أمام تصميم جيش التحرير الوطني وإرادته الصلبة.

لقد عمد العسكريون الفرنسيون في بداية الأمر إلى سلوك الطريقة التقليدية المعهودة في الحروب، وهي محاولة القضاء على العدو بقتله أو بأسره. لكن هذه الطريقة فشلت. وظن الفرنسيون

<<  <  ج: ص:  >  >>