للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطاع الطرق، لا يتمتعون بثقة الشعب، سلاحهم الوحيد هو الإرهاب، كما أرادوا أن يوهموا الناس بذلك، إنها ثورة لا تمت بأية صلة للصورة القبيحة التي أعطوها إياها. والتي يكون التعصب الديني الاسلامي البحت قد ازداد شدة بحكم حب القوة، والأمل في أن تخرج الجزائر من تحت السيطرة الغربية، واندماجها في امبراطورة عربية غازية. لا! إن الثورة الجزائرية ليست حربا دينية، بل ثورة تحريرية. إنها ليست مبنية على الحقد، بل هي كفاح ضد نظام تعسفي، وهذا هو ما يريدون أن يجعلوكم تجهلونه.

كما أنهم نجحوا جزئيا في جعلكم تنسون أن الاعتداءات الموجهة ضد المدنيين الأوروبيين، والتي عرفت المقاومة الجزائرية كيف تتجنبها منذ الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني - ١٩٥٤ وحتى غاية ٢٠ أوت - آب - ١٩٥٥. لم تبدأ إلا بعد عمليات الإبادة التي ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين الجزائريين، هناك حقا منطق الحرب، غير أنه يجب الاعتراف هنا بأن تزايد الاعتداءات كان النتيجة الحتمية والمباشرة لشراسة عمليات التهدئة. وإذا كانت هناك اعتداءات فإنها لم تكن إلا بعد أن سقطت النساء والأطفال والشيوخ تحت الرصاص والقنابل الفرنسية، بعد أن أحرقت بيوت وقرى بكاملها، وبعد أن أصبح العديد من الأبرياء يقتلون. هؤلاء الذين يعلنون لكم عن موتهم يوميا والذين يسمونهم المتمردين. أنتم الذين لازلتم تتذكرون ضحايا (أورادور سورغلين) (*). إعلموا أن


(*) أورادور - سورغلين: (ORADOUR - SUR GLANE)- بلدة في أعالي فيينا دائرة (روشوشوارت: (ROCHECHOUART) - وقد أباد الألمان يوم (١٠ - حزيران - يونيو - ١٩٤٤) سكانها البالغ عددهم (١١٠٠) شخص بسبب المقاومة. واعتبرت هذه العملية، من أعمال الإبادة الوحشية التي أدين بها النازيون.

<<  <  ج: ص:  >  >>