للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعب الجزائري عاش ألف (أورادور).

إنه لأمر ضروري معرفة هذه الحقائق، وترويجها، وعدم التأثر بأكاذيب أغلبية الصحافة، والبحث عن معرفة ما يكمن وراء كلمتي (الأمن) و (التهدئة). ويجدر بكم أن تنظروا إلى حقيقة الوضع في الجزائر، وألا تنخدعوا باسم الواجب الوطني فهل حقيقة يقاتل الشعب الفرنسي ويموت في الجزائر من أجل مصلحة وطنه وسمعته؟ أم من أجل المحافظة على الامتيازات الهائلة التي يتمنع بها (بورجو) و (بلاشين) وأمثالهم؟ وهل يقبل الشعب الفرنسي التضحيات الجسيمة التي تتطلبها هذه الحرب الجائرة والتي سيخسرها مسبقا؟.

إننا نعلم بأننا لن نغلب، وهذا لا يعني أن جيشا مكون من خمسمائة ألف أو مليون جندي كالذي تستطيع فرنسا حشده، لا يستطيع أن يخنق بالحديد والنار التعبير الحالي عن إرادة الشعب الجزائري، غير أن التحدث بالنسبة للجزائر عن حل عسكري يعتبر تلاعبا بالألفاظ، لأنه ليس هناك حل عسكري إلا لقضية عسكرية، فتحرير شعب يعد عشرة ملايين نسمة ليس مسألة عسكرية. جزائر مخربة، وفرنسا مخنوقة، في الوقت الذي تتطلب فيه الظروف، وأغلبية شعبها العمل على النهوض: تلكم هي الآفاق التي يعملون يوميا على جعلكم تقبلونها باستعمال أبشع الأكاذيب. أما سمعة فرنسا فإنها ليست في انتصار عسكري، أو في سياسة الإبادة لشعب بكامله، على نحو ما يطبقها المسؤولون الفرنسيون.

إن هذه الأعمال - بالعكس - تضر به، ففي نظر شعوب أفريقيا وآسيا، وفي نظر جميع الشعوب الحرة والمسالمة، فإن هذه المجازر الجماعية، وهذه الأحزان، وهذه الدماء التي تهدر، وباختصار

<<  <  ج: ص:  >  >>