مؤسسة التهدئة، هذه التي لم تجرأ بعد على تسمية نفسها باسم مدرسة (إعادة الاحتلال) أو مدرسة (حرب تجديد الاحتلال). وهي تدفع كل يوم الى الشك في القيم الأكثر رسوخا في القارة القديمة وخاصة في فرنسا.
إن سمعة فرنسا تكمن في مبادىء الحرية والمساواة والأخوة التي تعلمنا حبها، إنها تكمن في تقاليد تنكر لها اليوم أولئك الذين بين أيديهم مصير بلدكم.
إن سمعة فرنسا ستزداد قوة بإيجاب حل عاجل عن طريق المفاوضات للقضية الجزائرية، لأنها بذلك تؤكد وفاءها لمبادئها الثورية والديموقراطية. كما سيسمح لها ذلك بالمحافظة - في العالم الإسلامي - على سمعة قد تفقدها نهائيا من جراء سياسة القوة التي تطبقها في الجزائر.
لقد تضاعف عدد الجنود الفرنسيون في الجزائر منذ أن أخذ زمام السلطة رجال انتخبتموهم من أجل إحلال السلام، وتوسعت رقعة المناطق المراقبة من طرف جبهة التحرير الوطني، وتزايد (انعدام الأمن). والتحقت آخر العناصر الموصوفة (بالمعتدلة) من الرأي العام الجزائري بصفوف (جبهة التحرير الوطني). فبأي انتفاضة للضمير الفرنسي - ليس باسم تعلقه التقليدي بالحرية فحسب، ولكن باسم الواقعية أيضا - وبأي ضغط من طرف الرأي العام أيضا ستجد حكومة الجبهة الجمهورية نفسها مضطرة لفتح عيونها للسير في طريق التسوية الواضحة والنزيهة بواسطة المفاوضات؟
وعلى عكس ما تزعمه بعض الأكاذيب الفاضحة، فإن الثورة الجزائرية ليست موجهة ضد الشعب الفرنسي الذي تريد الجزائر أن ترتبط معه بأحسن العلاقات، وذلك في نفس الوقت الذي تطمح فيه