إلى الحرية والاستقلال وتعمل لتحقيقهما بكل ما أوتيت من قوة. كما أنه يمكن الاحتفاظ بروابط صداقة وتعاون نزيه خصوصا في الميادين الاقتصادية والثقافية بين بلدينا ذوي السيادة. إن الجزائر - وهي الأمة الفتية والمسالمة - مهتمة أساسا بتجهيزها عندما تكون قد عادت إلى نفسها، ستضمن الممارسة الحرة لحقوق المواطنة وواجباتها لكل الفرنسيين الذين سيختارون الجنسية الجزائرية ويتخلون عن وضع الأجنبي، الذي سيكون على كل حال متمتعا بنفس الوضع الذي تضمنه كل الديموقراطيات لضيوفها. والجزائر الواعية لوجهتها الاقتصادية والثقافية والسياسية، ستكون دولة ديموقراطية، تقبل ضمنها وفي صفوفها تنوع الأجناس والأديان والآراء. ولا يمكنها بالتالي إلا أن تقيم علاقات ودية مع القطرين الأخوين في المغرب العربي، وبلدان المشرق الشقيقة للشعب الجزائري في تقاليد. العربية - الاسلامية.
إن من واجب الأمة الفرنسية ألا تخاف من ذلك، وعليها أن تدرك الدور الذي يمكنها أن تمارسه بفضل تعاونها مع شمال أفريقيا، في هذا العالم الذي يعيش أوج ازدهاره وتنميته، وذلك بأن تنضم قبل فوات الأوان إلى سياسة الصداقة والتعاون الحر. ذلك أنه انطلاقا من هنا يجب أن تنطلق شرارة الاتصال بين حضارتين، وهذا بكل وضوح، وبعيدا عن كل لبس وغموض. هو ما يتطلع إليه المغرب العربي كهمزة وصل بين ثقافتين، وبين عالمين. ولتحقيق ذلك، لا بد من وقف هذه المجزرة التي لا مبرر لها قبل أن يصبح الجرح أعمق، وقبل أن تصبح القضية لا رجعة فيها. إن حرب الجزائر (علاوة على الدم الذي يراق كل يوم) هي هذان العالمان اللذان يرفضان الحوار، رغم ما يحمله هذا الحوار من آمال عريضة. إنكم