منه، لتريد الاستسلام إلى أمانيها في سلب الشعب الجزائري انتصاره بتماديها في الأعمال السفيهة والمناورات الدنيئة التي لن يكون نصيبها، ومنذ الآن، إلا الفشل الذريع. وأهم ما في هذه المناورات أنها تحاول عزل جبهة التحرير الوطني عن الشعب، ولو بكيفية جزئية، وذلك بحملها على إجماع الوطن إجماعا حصينا في قيامه ضد الاستعمار.
إنكم لا تجهلون يا معشر المواطنين الأعزاء أن جبهة التحرير الوطني التي جعلت رائدها إيمانا وطنيا رفيعا بينا، قد قضت على السياسة الشيطانية التي كانت تحاول بث التفرقة؛ إذ برزت أخيرا في مقاطعة إخواننا التجار (الميزابيين) التي كادت تتعداهم إلى كافة التجار الإسرائيليين - ان هذه المحاولة التي قضينا عليها قبل استفحالها، كانت كأخواتها السابقات من صنع الإدارة الافرنسية العليا، وقد قامت بتطبيقها شرذمة من المغامرين والمخادعين التابعين لمصلحة البوليس. - إن رجال الشرطة والخونة والوشاة ورجال الإرهاب السفاكين - قد قتل من قتل منهم لا باعتبار ملته ودينه، ولكن قتلوا باعتبارهم أعداء للشعب.
إن جبهة التحرير الوطني التي هي الممثل الحقيقي الوحيد للشعب الجزائري لترى اليوم أنه من الواجب عليها أن تتوجه رأسا إلى جماعة الإسرائيليين؛ لتطلب منهم أن يصرحوا علنا بانتمائهم إلى الأمة الجزائرية، وإن هذا الاختيار إن وقع التعبير عنه بكل وضوح لمما يبيد الشكوك والخلافات وينتزع بذور الحقد التي غرسها الاستعمار الفرنسي في القلوب. وإنه من ناحية أخرى لخير معين على خلق الأخوة الجزائرية خلقا جديدا، بعد أن حطمها الاستعمار الفرنسي يوم أن فجعنا به. إن جماعة الإسرائيليين بالجزائر في