تخوفها من سوء مصيرها ومستقبلها كانت منذ ثورة فاتح نوفمبر - تشرين الثاني - ١٩٥٤ محل اضطرابات وتغييرات سياسية مختلفة.
إن المندوبين الجزائريين في المؤتمر اليهودي العالمي الأخير، الذي انعقد بلندن، قد أظهروا تعلقهم بالجنسية الفرنسية خلافا لإخوانهم التونسيين والمغاربة ونحن على هذا الموقف متأسفون.
ولم تتجه الجماعة الاسرائيلية نحو اتخاذ موقف محايد إلا بعد أن ظهرت قلاقل السادس من فبراير - شباط - ذات الصبغة الاستعمارية الفاشستية. وظهرت فيها من جديد تلك العبارات المعادية لليهود ثم ظهرت من بعد جماعة من الإسرائيليين تنتمي إلى جميع الطبقات، وظهرت خصوصا بعاصمة الجزائر، وأدت بها شجاعتها إلى القيام بعمل مضاد للاستعمار. بكيفية واضحة، إذ صرحت باختيارها الحكيم النهائي للجنسية الجزائرية إن هؤلاء لم ينسوا تلك القلاقل المعادية لليهود سواء منها الاستعمارية والعنصرية. إذ تتابعت بكيفية طاحنة سفاكة إلى نظام (فيشي) الدنيء. فعلى الجماعة الإسرائيلية أن تفكر في الحظ القاسي الذي حازه إليها (بيتان) وكبار المستعمرين من نزع للجنسية الفرنسية، وإصدار قوانين وقرارات استثنائية، واغتصاب وإذلال واعتقال ورمي في النيران. وبعدما ظهرت حركة (بوجاد) وظهر انبعاث الفاشستية، فإنه يمكن اليهود أن يعرفوا من جديد رغم جنسيتهم الفرنسية ذلك الحظ الذي عرفوه أثناء نظام (فيشي).
إننا لا نريد تتبع مجرى التاريخ القديم، ولكنه يجدينا نفعا أن نذكر بالعهد الذي كان فيه اليهود بفرنسا أقل اعتبارا من الحيوان. وكان ممنوعا عليهم دفن موتاهم، وكانوا يضعون الأموات تحت