التراب اختلاسا في الليل، في أي مكان، لأنه كان ممنوعا عليهم منعا كليا أن يملكوا أدنى مقبرة من المقابر. وقد كانت الجزائر في ذلك الوقت - ذاته - مأوى لجميع الإسرائيليين، وأرض حرية لهم يفرون إليها من القمع والاضطهاد الديني. وهذا ما جعل الجماعة الاسرائيلية تفخر بأن تقدم إلى وطنها الجزائري الشعراء والفنانين والتجار وأهل القانون بل حتى القناصل والوزراء.
إن يكن الشعب الجزائري قد أبدى أسفه لسكوتكم وصمتكم، فإنه أخذ بعين الاعتبار أيضا الموقف المعادي للاستعمار الذي أبداه الرهبان الكاثوليكيون، مثل أولئك الذين كانوا في مناطق الحرب (كالرمشي) و (سوف اهراس). وإنه ليرى بعين الاعتبار حتى موقف كبير الأساقفة الآن؛ رغم أنه كان في الماضي القريب يتصف بصفات القمع الاستعماري. إن جبهة التحرير الوطني لترجو من قادة الجماعة اليهودية (الطائفة) أن تؤدي بهم الحكمة إلى المشاركة في بناء الجزائر الحرة ذات الإخاء الحقيقي، وما هذا الرجاء منها إلا لأنها تعتبر الاسرائيليين الجزائريين من أبناء وطنها.
إن جبهة التحرير الوطني واثقة من أن المسؤولين سيفهمون أن من واجبهم، ومن المصلحة الرشيدة لجماعتهم الإسرائيلية، أن لا تبقى بعيدة عن الغوغاء، وأن تحكم بدون تحفظ على النظام الاستعماري المحتضر، وأن تصرح باعتناقها الجنسية الجزائرية. وتقبلوا تحياتنا الوطنية.