يظهر ذلك أن قيادة جبهة التحرير الوطني قد ربطت بين تطوير الصراع المسلح ونقل الحرب إلى فرنسا، بالصراع السياسي مع الحكومة الفرنسية، وكان من أبرز نتائج هذا التطوير:
١ - إحداث انفجار هز مرسيليا التي تقع قريبا من معمل تكرير البترول. وقد ساد الرعب على الأماكن المجاورة لهذا الانفجار، حيث ارتفعت ألسنة اللهب وسحب الدخان قاتمة في سماء هذه لمدينة، حتى أنها كادت تخنق أنفاس السكان في منطقة تبعد خمسة أميال عن مركز الانفجار.
٢ - إن فرنسا خسرت نصف مخزونها على الأقل من الوقود الاحتياطي.
٣ - إن هذه التظاهرة (السياسية - العسكرية) لم تكن إلا البداية لصراع متطور باستمرار، فقد استمر الصراع في فرنسا، الأمر الذي أقلق السلطة الفرنسية، وأحدث شرخا في الرأي العام الفرنسي. وتجدر الإشارة إلى أن أعمال الفدائيين الجزائريين قد تركزت باستمرار على الموارد الاقتصادية والعسكرية، وتجنبت بذكاء حاد إلحاق الأذى بالمواطنين الفرنسيين - قدر المستطاع - ومن ذلك - - على سبيل المثال - ما أعلن فيما بعد:(من أن رجال الشرطة الفرنسية قد اعتقلوا خمسة من المغاربة، وصادروا منهم مدفعا رشاشا وسبعة مسدسات وكمية كبيرة من مواد صنع القنابل وذكرت السلطة الفرنسية بأن المعتقلين قد نجحوا في تدمير محطة للبنزين ومخزنا للذخيرة في مدينة - غرونوبل)(*).
(*) صحيفة (المنار) الدمشقية - العدد (١٨٤٠) ص ٣ - صباح الاثنين ١٨ رمضان (١٣٧٧هـ) الموافق ٧ نيسان (ابريل) ١٩٥٨.