فعالياته فكان اللقاء الخالد بين الحكام والمحكومين على صعيد الجهاد في سبيل الله، وكان في ذلك نصر الإسلام والمسلمين.
وحملت الخلافة العثمانية أعباء الجهاد في سبيل الله على جبهة أوروبا وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، وحملت الجزائر راية الجهاد في البر والبحر في الغرب (غرب البحر الأبيض المتوسط). وعلى صعيد الجهاد التقت الجزائر بالخلافة العثمانية، فكان في ذلك عز المسلمين وقوة الإسلام في المشرق والمغرب. وكانت قوة الجزائر قوة للخلافة العثمانية، وكانت قوة هذه قوة للجزائر، ويصبح من المتوقع أن تبقى هذه العلاقة الجدلية ثابتة، فعندما استنزفت الحروب المستمرة قدرة الخلافة العثمانية وأصيبت بالضعف، انعكس ذلك على صفحة الجرائر التي استنزفت الحروب قدرتها بمثل ما استنزفت قدرة حليفتها.
غير أن حصالة هذه (الحروب الطويلة الأمد) أكدت مجموعة من الحقائق أبرزها عمق (تيار الجهاد وقوته) فلا غرابة بعد ذلك أن تتعرض قاعدة هذا التيار للهجوم المستمر بأشكال مختلفة وطرائق متباينة. غير أن (التجربة التاريخية) كافية للتأكيد على فشل الهجمات كلها. وهذا هو أبرز درس يمكن استخلاصه.
ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة ...
ومع بدايته تبرز مجموعة من الظواهر المذهلة، أهمها التمرد (على روح العصر- المودة أو الزي) في تيار المسلمين المجاهدين، وتجديد مفهوم الجهاد في سبيل الله ورفع رايته والعودة إلى الالتزام بالعقيدة الدينية الإسلامية التي أفرزت (العقيدة القتالية الإسلامية) بكل فضائلها. ولقد فسرت هذه الظواهر تفسيرات مختلفة، وبذلت ولا تزال تبذل جهود علمية مكثفة للهجوم على القلعة (من الداخل).