وفي الصباح، جمعنا زمريتنا، وشكلنا الفصيل الأول الذي ضم (٢٤) مجاهدا. وفي اليوم التالي، سلكنا طريق (اوزيدان) و (عين الحوت) حيث أمضينا شهرا في تطويع المجاهدين وتنظيمهم وتدريبهم بالإضافة إلى جمع الأسلحة والذخائر وصنع زجاجات (كوكتيل مولوتوف). ونجحنا في ضم (١٢) مجاهدا ممن هجروا (تلمسان) بسبب مطاردة الشرطة الفرنسية لهم. وأصبح تنظيم قوتنا يضم ثلاث جماعات تتكون من (٣٥) مجاهدا. وكنا نقوم بالتدريب النظري في ملجأ تحت الأرض (قبو) يقع عند مدخل (وادي عين الحوت).
وانطلقنا للعمل بعد ذلك بشهر، فهاجمنا مراكز الشرطة الفرنسية، وأحرقنا المزارع، ودمرنا مجرى الماء الذي يصل إلى (بني بهدل) و (وهران). وتزايد عدد أفراد جماعاتنا باستمرار، بفضل انضمام الفارين من الجيش الفرنسي، والتحاق المدنيين ممن كانت تطاردهم الشرطة الفرنسية وتبحث عنهم فأصبحت قوتنا تضم (٥٦) مجاهدا. وتشكلت بذلك سريتنا، وأخذت هيئة أركان الولاية بتجهيزنا وإرسال الثياب العسكرية وخوذ الرأس والأسلحة. وتم تعميد السرية في كانون الثاني - يناير - ١٩٥٨ في قرية (الزقاق) حيث تمت تسمية (زيتونة) قائدا للسرية - برتبة رتيب أول ثم مساعد - كما تمت تسمية رقيبين لقيادة الفصائل، يعاونهم أربعة من العرفاء، مع تعيين (محمد بوشاور) ليعمل معاونا لقائد السرية. وتعيين (روستان) ممرضا للسرية.
وأصبح باستطاعة السرية تطوير عملياتها، والقيام بعدد أكبر من الإغارات والكمائن. وبات مسرح عمليات السرية يشمل (تلمسان) و (ضايا) و (الزفاف) و (بني الوزان) و (سيدي العبدلي) و (قصر