للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (تومي) تأمين الحماية له. أما أنا، فقد تم تكليفي بالبقاء على مقربة من المكان لمراقبة ما يحدث، ورصد ردود الفعل، والحصول على بعض المواد التموينية، والالتحاق في اليوم التالي بالدوار الماكي -.

وضع (بوفان) على رأسه قبعة تخفي نصف وجهه (بيريه).

ووضع القنبلة اليدوية في جيبه، وأمضى طوال النهار وهو يسير جيئة وذهابا من أمام المقهى، حتى يدرس بصورة دقيقة طريقة تنفيذه لمهمته، وطريق انسحابه بعد ذلك. وفي الساعة (١٧٠٠) تماما. سار بحزم نحو الباب الذي تحميه شبكة القضبان الحديدية، وانتزع مسمار الأمان من القنبلة، وقذف بها إلى الداخل، وبوغت من في المقهى مباغتة كاملة. وتدحرجت القنبلة حتى وصلت إلى أسفل طاولة لعب (البلياردو). الأمر الذي أنقذ رواد المقهى ودوى الانفجار قويا. وتطايرت الطاولة مزقا في الهواء، وأصيب الخباز - ابن راح - ببعض الجراح. وأفاد (بوفان) من فترة الرعب التي أحدثها الانفجار، فاندفع بسرعة نحو الساحة، حيث كان ينتظره (حمدي) وهو يحمل مسدسه (الموزر). وجرت الأمور كما هو مخطط لها، وكما كان متوقعا فقد اندفع العسكريون الافرنسيون في اتجاه الآثار الخداعية، وأخذوا في اعتقال الأشخاص ممن قادهم حظهم العاثر للوقوع في قبضة رجال الجيش! وبقيت أنا وحدي في القرية؛ أستمع إلى الناس وهم يتناقلون الخبر - خبر الانفجار - بسرعة كسرعة البرق، وأصيب المستوطنون الافرسيون بالذعر، فدفعوا رجال الدرك (الجندرمة) للانتقام من العرب المسلمين، وذبحهم.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>