إداريا بمركز قيادة (بو جليل) في (ضهرة أقبو) من ولاية (بجاية).
كان المجاهدون رجالا اشتهروا بفضائلهم: إيمان ديني عميق، وحب للوطن لا حدود له، واستعداد دائم للتضحية، وشجاعة لا نظير لها، واحتقار للخطر، وإقدام على اقتحامه؛ ولعل الإسلام لم يعرف مثل هؤلاء الرجال منذ أيام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا ما اتفق عليه، وعرفه، كل من عاش مع المجاهدين خلال أيام حرب التحرير.
انفجرت بعض قنابل المدفعية في الساعة (٢٢٠٠) وقد تساقطت في مقبرة (تيفرين). وتطايرت في الهواء ثم تناثرت في كل مكان كميات من الحجارة، وجذور الأشجار، مختلطة بقطع من الهياكل البشرية. وقال الرقيب:(إنها قنابل مدفعية من عيار - ١٠٥ مم - تطلقها بطاريات العدو المتربصة في معسكر الاستعماريين في ثكنة (علي ايفيل).
توجهت إلى المسجد (الجامع) الواقع في وسط القرية، ومعي (عزوز) رفيق دراستي في السابق، والذي كان يكبرني ثلاثة أعوام، ويعمل مسبلا - نصيرا - لقوات جيش التحرير وقلت وأنا أخاطب (عزوز): (لقد طلب إلي الجرحى تزويدهم بالكتب، لإملاء وقت فراغهم، ذلك لأنهم يعانون كثيرا من الملل والضجر خلال إقامتهم في المستوصف) ووعدني (عزوز) بأن يقدم لي كل ما لديه من
الكتب والمجلات. وفجأة، عاد القصف المدفعي العنيف ليقطع علينا حديثنا، فقفزنا خارجا لنستوضح جلية الأمر. وتبين لنا بأنه ما من قذيفة سقطت على المنازل، وما من أحد أصيب بضرر أو أذى. وكل ما حدث هو سقوط حوالي أربعين قنبلة في المقبرة، حفرت قبور المقبرة حتى الأعماق، وقال لي (عزوز): (يظهر أن الدور قد جاء