في هذه الليلة على الأموات!) وأجبته:(لعل الأفرنسيين قد أرادوا أن يعرف الأموات بدورهم ما يحدث على سطح الأرض). وسألني (عزوز): (ماذا يعني هذا القصف في اعتقادك؟).
- (في رأي - إنه من غير الطبيعي، ومن غير المحتمل، أن يوجه الافرنسيون قنابلهم إلى المقبرة).
- (هذا يعني بأن قواتهم ستأتي غدا لملاقاتنا) قالها (عزوز) بنبرات ثابتة تنم عن ثقته بصحة استنتاجه. وقلت له:(هيا بنا إلى الملجأ لمعرفة ما إذا كانت قد وصلتهم معلومات جديدة).
صادفتنا خلال انتقالنا من المسجد - الجامع - إلى الملجأ، وخلال عبور الشارع الرئيسي للقرية، مجموعة من دوريات المجاهدين المتتالية، وكنا في كل مرة نضطر لتبادل كلمات التعارف.
كان بيت (المجاهدين) يقع عند مدخل القرية. وهو عبارة عن دار ذات جدران حجرية مرتفعة قليلا، مع سقف خشبي يغطيه القرميد، ويعود بناؤه إلى أقدم من مائة سنة. وكانت هذه الدار تتشابه مع بقية دور القرية، والتي تشبه بدورها دور القرى الأخرى المنتشرة في هذا الإقليم. ولدى الوصول إلى أمام باب الدار، اعترضنا الخفير بقوله:(من تكونان؟).
وأجابه (عزوز): الإسلام. ورد عليه الخفير: ديني.
كانت كلمات التعارف لهذه الليلة هي:(الإسلام - ديني).
عندما دخلنا الدار، وجدنا أن المجاهدين كانوا على وشك الخروج إلى جهة ما. وصافحت العريفين (إسماعيل) و (محمد