للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرب) اللذين كنت أعرفهما معرفة جيدة، وقلت للعريف، (إسماعيل):

- (كنت أعتقد بأنكم ستقضون الليل معنا). وأجابني (إسماعيل) بقوله:

- (تعرف بأن البقاء أو الخروج في ظروف الحرب التي نعيشها غير مرتبط برغبتنا، وإنما هو مرتبط بالظروف - ولم يعد حتى الأموات - الآن - على ثقة بأنهم سيبقون في أماكنهم).

كان الاستعماريون مشغولين بالقتال العنيف الذي مضت عليه ثلاثة أيام في منطقة (عز اليقين). وقد أمكن لمجاهدي (تيفرين) في هذا اليوم إحصاء وعد أكثر من ستين طائرة مقاتلة حلقت فوق ميدان المعركة، واشتركت فيها. وقيل لي بأن قواتهم قد اشتبكت مع عدد من كتائب المجاهدين الذين وصلوا حديثا من تونس، والذين كان تدريبهم جيدا وتسليحهم جيدا.

هذا ما قلته للعريف (إسماعيل) والذي أجابني (أجل، هذا صحيح، ويفرض الموقف بصورة حتمية فتح المجال أمام معركة أخرى في أي مكان لتشتيت قوات الاستعماريين المشتبكين في (عز اليقين) وتخفيف الضغط الذي تلقيه القوات الاستعمارية بثقلها على المجاهدين هناك).

كان العريف (سالم) في هذه اللحظة يعقد اجتماعا مع العريف (عياشي) ومع قائد الكتيبة الثالثة. فتابعنا حديثنا. وكان العريف (إسماعيل) يحمل رشاشا خفيفا أمريكي الصنع (تومسون). وقلت له: (إنه سلاح رائع - هذا الرشاش) ثم تابعت مستوضحا وأنا أشير إلى سلاح كان يستريح أرضا مستندا إلى قائمتين - ساقين -

<<  <  ج: ص:  >  >>