وقلت له:(وما اسم هذا السلاح؟) وأجابني (محمد عرب) بقوله: (هذا رشاش روسي - ٣٠، وهو يعمل بمخزن أسطواني يتسع لخمسين طلقة. ويمكن بواسطته التعامل مع الطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض). وقال (عزوز) متابعا الحديث: (إن التعامل مع الطائرات بات أمرا ضروريا، فلولا الدعم الجوي لما استطاع الاستعماريون الوصول إلى هذه الجبال). وكان (محمد عرب) يحمل رشاشا خفيفا إيطالي الصنع، من نموذج (بريتا). وقلت متسائلا:(وما هو الفارق المميز بين التومسون و - البريتا -؟).
وقال إسماعيل:(إنه كالفارق المميز بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا). وانفجر الجميع ضاحكين لهذه المقارنة. وقال (حسين) معلقا: (أما أنا، فأفضل قتال الافرنسيين بأسلحتهم الخاصة). وسألته:(وما هو نوع البارودة التي تحملها؟) فأجابني: (إنها بارودة - ماس ٤٩ - ٥٦ - أرسلها الاستعماريون إلى الجزائر لقتل الجزائريين. غير أن هذه البارودة انتقلت - مع غيرها من الأسلحة - إلى معسكرنا منذ شهور عديدة. ولكن قل لي: هل جئت للتعرف على أسلحة جيش التحرير الوطني؟، ويظهر لي من أسئلتك أنك جديد على هذه الأمور). وأجبته:(كلا يا أخي! فأنا أعيش مع المجاهدين منذ شهر شباط - فبراير - ١٩٥٥، غير أنني لم أتعرف إلا على أولئك المسلحين ببواريد الصيد، وبعض المسدسات الرشاشة. وكم هو ممتع لنا أن نرى المجموعات الصغرى التي كانت مسلحة ببواريد الصيد وقد تحولت إلى كتائب مسلحة بالبواريد الحربية والأسلحة الحديثة. وهذا هو سبب طرحي أسئلة كثيرة عن أنواع الأسلحة الحربية. وبالمناسة، فهل تفضل أنت هذه البارودة على أي سلاح حربي آخر؟).