وقال لي:(إنها سلاح رائع، ثم إن هناك شعورا بالارتياح والرضى، وأنا أرمي الاستعماريين الفرنسيين واسقطهم بأسلحتهم وبرصاصهم. ولهذه البارودة بالذات ذكرى عزيزة جدا على نفسي، فلقد التقطتها من فوق جثة ضابط افرنسي، خلال الهجوم العام الذي جرى في ٨ أيار - مايو ١٩٥٧).
كان المجاهدون، خلال حرب التحرير الوطنية، ينظمون هجمات عامة ضد مواقع الأعداء وقواتهم في الذكرى السنوية لبعض الأحداث التاريخية الهامة في حياة الجزائر، مثل:(ذكرى ٥ تموز - يوليو - ١٩٣٠ - احتلال فرنسا للجزائر) و (٨ أيار - مايو ١٩٤٥ ذكرى المذبحة الرهيبة التي نفذها الافرسيون وذهب ضحيتها ٤٥ ألف مواطن جزائري) و (الفاتح من نوفمبر - تشرين الثاني -
١٩٥٤ - ذكرى تفجير حرب التحرير) وكانت كتائب جيش التحرير الثلاث - هنا - قد أعادت تسلحها بأسلحة حديثة وصلتها من تونس. شأنها في ذلك شأن كل كتائب جيش التحرير. ونظرا لتنوع مصادر التسلح، فلم يكن من الغريب أن تجد في أيدي المجاهدين بواريد انكليزية، اصطلحوا على تسميتها (بالاعشاري). وبواريد أمريكية من نوع (غاراس) - وكذلك رشاشات (ف. م. بارت). بالإصافة إلى أسلحة ألمانية من نوع (الموزر) التي كان المجاهدون يستخدمونها على نطاق واسع، ويفضلونها على سواها. وكان لدى كل كتيبة من هذه الكتائب مدفع (هاون ٦٠ مم)، كما كان لدى كل فصيلة رشاش خفيف (ف. م). ولنتذكر أن كل كتيبة من كتائب جيش التحرير كانت مكونة من (١٢٠) مجاهدا - أي ما يعادل سرية من سرايا تنظيمات الجيوش الأخرى -.
انتهى اجتماع قادة الكتائب الثلاث، وتوجه كل واحد منهم إلى