مركزه. واجتمع الرقيب (سالم) على الفور بمسبلي القرية في (تيفرين) ووجه إليهم نصائحه وتعليماته: (إجمعوا النساء والأطفال في مكان مأمون، وليكن منزلا قوي البنيان من المنازل الواقعة في وسط القرية. وأبلغوا الشبان والرجال ممن تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والخمسين سنة بأن يغادروا القطاع قبل الساعة الثانية فجرا. وخذوا معكم مواد تموينية كافية، واخرجوا معهم). وأعطيت هذه التعليمات ذاتها إلى القرويين في قريتي (بني ودان) و (حمدة).
علمنا بعد ذلك بأن منظمات الاستخبارات في جبهة التحرير الوطني، أرسلت إنذارا إلى قادة القوات في جيش التحرير الوطني، أعلمتهم فيه أن القوات الاستعمارية المتمركزة في (علي أيفيل) ستقوم بإحدى عملياتها الرتيبة - الروتينية - لتمشيط (منطقة تيفرين) في يوم ٢٤ - تشرين الأول - أكتوبر -. فأسرع القادة لاتخاذ الترتيبات الضرورية لمجابهة قوات هذه العملية.
قال لي (عزوز) ونحن نخرج من الاجتماع: هل تعرف؟ وأجبته: أعرف ماذا؟ فقال لي:(ستطير الزنابير غدا بالخلايا) وأجبته: (ولكنني لم أفهم شيئا مما قلته). فعاد، وقال لى:(غدا ستفهم كل شيء. أما الآن، فتعال لأعطيك الكتب، فالوقت ضيق، وليس أمامنا متسع لإضاعته).
رافقت (عزوز) إلى منزله، وسلمني الكتب. وكانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا، فعدت إلى منزلي، فوجدت في انتظاري عمي - والد زوجي، وهو شيخ من خريجي جامع الزيتونة، ويعمل
مسبلا - نصيرا - من مسبلي الثورة. وسألني: أين كنت؟ لقد بحثت عنك في كل مكان؟. فأجبته: لقد كنت فى الملجأ. وعندها