أعطاني قطعة من الخبز وقليلا من التين المجفف. وزجاجة من زيت الزيتون. وزجاجة من الماء فوضعت الجميع في مزودتي. ومضينا في طريقنا لمغادرة قرية (تيفرين). وفي هذا الوقت ذاته كان المجاهدون يتجهون نحو تلال (تيزي - غمدان). وتسلقنا دربا ضيقا - لا يسلكه إلا الماعز - يصل إلى قمة جبل (برشيش) المرتفع. وكان باستطاعتنا من هذا المكان الاشراف على القطاع بكامله. فإذا ما بقي الموقف هادئا، كان بإمكاننا العودة إلى القرية، أما إذا ما كان الأمر على العكس من ذلك، فإنه باستطاعتنا البحث عن ملجأ مأمون في الغابة يضمن لنا إنقاذ حياتنا. وكان جبل (برشيش) يقع على بعد أربعة كيلومترات تقريبا، إلى الجنوب من (تيزي - غمدان). وكان قادة الكتائب قد تدارسوا أثناء اجتماعهم، ردود فعل العدو المحتملة تجاه كمين (تيزي - عمدان) وفقا للمعطيات التالية:
أ - إذا جاءت قوة الاستعماريين من (علي إيفيل) فإنها ستصطدم بكمين (تيزي - غمدان) وستكون القوة المتمركزة في (بوجليل) هي أول قوة يجب عليها أن تسرع لنجدة القوة الاستعمارية وعلى هذا يجب على كتيبة المجاهدين المتمركزة في (بني وحدان) إقامة كمين لقوات (النجدة) عند أبواب مركز (بو جليل).
ب - إذا جاءت قوة الاستعماريين من (بوجليل) فإنها ستصطدم بقوة الكمين الذي ينتظرها. وستكون أقرب قوة ستهرع لنجدتها هي القوة الافرنسية المتمركزة في محطة (بني منصور). وهنا سيكون من واجب كتيبة المجاهدين المتمركزة في (حمدة) التصدي لها، وإقفال الطريق في وجهها. وذلك بتنظيم كمين على الطريق الممتد بين (بني منصور) و (بو جليل).