وصعبة، لأنه كان على المجاهدين الذين لا يتجاوز عددهم (٣٥٠) مجاهدا، مجابهة قوات متفوقة بعددها وبوسائطها القتالية تفوقا لا يمكن مقارنته. فمقابل الهاون (٦٠ مم) ورشاش (برن) و (٣٠) رشاشا روسيا. كانت هناك طائرات (ب ٤٧٠) و (ب - ٢٦) ومدرعات ومدفعية، وكل ما كانت تحفل به ترسانة حلف شمال الأطلسي من ضروب الأسلحة المتنوعة ووسائط القتال المتباينة. وبالرغم من ذلك، فقد بقي المجاهدون هم الأقوى، لأنهم يمتلكون الأسلحة الأكثر فاعلية من تلك التي يمتلكها الاستعماريون: كان المجاهدون يحملون سلاح النصر، والإيمان العميق، وحب الوطن. ولذلك كانوا هم الذين يحبطون باستمرار كل المخططات الجهنمية - الشيطانية - التي يضعها دهاقنة الاستعماريين، وأفضل قادتهم الإستراتيجيين.
كان من عادة الاستعماريين الافرنسيين افتتاح عملياتهم بقصف عنيف تقوم به الطائرات ضد مواقع المجاهدين، وذلك قبل زج القوات البرية من مشاة ومدرعات ومدفعية. وقد قال لنا المجاهدون بأن طائرات (ب - ٤٧) وطائرات (الميسترال) لا تميز في قصفها بين الرجال الذين يرتدون الألبسة القاتمة وبين جذوع الأشجار، أو الغياض المتفرقة، وذلك بسبب السرعة الكبيرة التي تحلق بها هذه الطائرات. ولهذا، فقد كان من المحال عليها إجراء قصف دقيق لمواقع المجاهدين المنتشرين فوق أرض شديدة التضاريس، وبمسافات كافية تفصل كل مجاهد عن إخوته بقية المجاهدين، وهو يتمركز في ملجأ تحت الأشجار، أو بين الصخور.
وكانت طائرات (بوسارد) هي التي ترمي الشهب الدخانية لتحدد لتلك الطائرات أهدافها. ولكن طائرات (بوسارد) هذه باتت