مرغمة على التحليق وهي مرتفعة فوق سطح الأرض بمسافات عالية، منذ أن امتلك المجاهدون الرشاشات (الخفيفة منها والثقيلة) والتي برهنت على فاعليتها في إسقاط هذه الطائرات. ومقابل ذلك كانت طائرات (ب - ٢٦) و (ت - ٦) شديدة التأثير، كبيرة الخطر، على مجاهدي الجيش الذين يفتقرون للأسلحة المضادة للطائرات والقادرة على التعامل مع الطائرات الأقل سرعة، والتي كان باستطاعتها إحكام رماياتها على مجموعات الرجال أثناء تحركهم.
باختصار، استمر دوي القصف كالرعد، واستمر المي برشاشات الطائرات، فشمل كل الإقليم الذي بات يهتز بعنف، حتى وصلت تلك الاهتزازات إلى أولئك الذين وقفوا على جبل (غار - مالا) والذين شعروا بالأرض وهي تميد من تحتهم. وكانت قنابل النابالم الضخمة التي قذفتها طائرات (ب - ٢٦) هي التي أثارت هذا النوع من الاهتزازات القوية.
بلغت الساعة الحادية عشرة صباحا (١١٠٠) ولا زال المجاهدون يحتفظون بمواقعهم على هضاب (تيزي - غمدان) وفي كافة المواقع الأخرى.
وهبط ضباب أبيض كثيف على قمم جبل (جرجرة) فغطى منطقة القتال، وغلفها بحجاب سميك. وكان الواقفون على جبل غار مالا) ينظرون إلى سحب الغيوم التي تهبط من تحت أقدامهم بيضاء كالثلج، وهتف كل سكان الإقليم لقدرة الله التي أرسلت الغيم أمنا وسلاما على المجاهدين، ليحميهم من قصف طيران أعدائهم.
لم يعد باستطاعة طائرات (ب ٤٧) و (ت ٦) متابعة تنفيذ عملياتها، فاضطرت للعودة إلى قواعدها. بينما تابعت طائرات (ب