للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦) تحليقها فوق الضباب. واستمرت في قذف قنابلها بصورة عمياء، وعلى غير هدى.

أفاد المجاهدون كثيرا من هذا الضباب، فنظموا هجمات ضد مجموعات العدو المتفرقة والمنعزلة. واستعادوا المبادأة التي كانوا يمسكون بها في الصباح، ثم جاء القصف الجوي فكاد ينتزعها منهم: وخسر العدو كافة المميزات التي حصل عليها بفضل النيران الكثيفة للطائرات. وجال في خاطر الرقيب (محمد) سؤال لم يلبث أن طرحه ببراءة: (لماذا يهرب جند العدو بالرغم من أنهم هم الأكثر عددا، والأفضل تسليحا وتجهيزا؟).

وأجابه الرقيب (العياشي): (لأننا مجاهدون في سبيل الله، نؤمن به وعليه نتوكل، ولأننا نقاتل على أرضنا، ولأننا على استعداد لبذل دمنا عن طيب خاطر، فوق هذه الأرض الطيبة، أرض وطننا الأم. لأننا نقاتل ونحن على قناعة بأنه ليس لحياتنا أية قيمة إلا إذا تحررت بلادنا تحررا كاملا، وخاليا من كل قيد أو شرط. ومقابل ذلك، فإنهم يخوضون معاركهم تنفيذا للأوامر التي يخطها لهم قادتهم العميان. إنهم يعرفون أنهم يقاتلون من أجل قضية خاسرة، محكوم عليها مسبقا بالفشل. ولهذا السبب فإنهم سرعان ما يبحثون عن طريق الفرار. إنهم يختارون باستمرار أضخم الوسائط وأقواها من أجل مجابهتنا، ويزجون ضدنا بالأسلحة التي لا نمتلك الوسائط ضدها .. غير أنهم وهم يفرون من ميادين القتال، يحاولون الظهور بمظهر الأبطال عندما يواجهون المدنيين المحرومين من كل وسائط الدفاع، فيعملون على التضحية بهم، وإبادتهم، في كافة القرى التي يمرون بها. آه يا أخي محمد، كم هو أمر مخجل أن يترك هؤلاء على هواهم ليسحقوا شعبنا طوال (١٢٧) عاما) هيا إلى الأمام!.

<<  <  ج: ص:  >  >>