للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصدر الرقيب (العياشي) أمره إلى عدد من الجماعات بالانقضاض على أقرب القوات الاستعمارية إليهم. وأطلق المجاهدون صيحتهم بصوت واحد (الله أكبر). وأسندوا مسدساتهم الرشاشة إلى (الورك) وضغطت أصابعهم على الزناد، فأفرغوا محتوى مخازن أسلحتهم، وهم يوجهون نيرانهم بدقة وإحكام. واختلط الأمر في وسط الضباب، فكان من المحال التمييز بين المجاهد وبين عدوه الإفرنسي. وارتفع صوت المجاهدين وهم ينشدون نشيدهم الوطني (جزائرنا). ورددت الوهاد والمنحدرات، السهول والجبال، مع المجاهدين (جزائرنا). وغنت معهم نشيدهم.

عاد القتال عنيفا، ضاربا، في الساعة (١٤٣٠) - الثانية والنصف من بعد الظهر -. فقد أخذ الضباب في الاضمحلال شيئا فشيئا. وعادت الطائرات وهي تحلق كالعقبان تبحث عن طرائدها. وقد حلت طائرات (الميسترال) في هذه المرة محل طائرات (ب - ٤٧) وهي طائرات مسلحة بالمدافع وبالرشاشات الثقيلة. وكانت قنابل مدافع هذه الطائرات شديدة الحساسية من أي احتكاك، حتى لو كان هذا الاحتكاك بأوراق الأشجار. ولما كانت الوحدات المتصارعة على أرض المعركة قريبة بعضها جدا من بعض. وقد نزلت القنابل على الوحدات الإفرنسية ذاتها. (وعلى سبيل المثال فقد جرح المجاهد ساقي شعبان وهو من قرية - ولاساصي - بينما كان أسيرا في قبضة الإفرنسيين، وقد أصابته شظية في فخذه من إحدى رمايات طائرة ب - ٢٦ أثناء وجوده بين الجنود الإفرنسيين في (تيزي غمدان) وأصابت معه عددا من الإفرنسيين).

شاهد المدنيون والمسبلون. من أماكنهم في قمة (غار مالا)

<<  <  ج: ص:  >  >>