السادسة - بقيادة الملازم (سي محمود) أن تقوم بمجموعة من الهجمات في (مسكرة) وضواحيها: (تيغنيف) و (سونيس) و (البرج) و (هاشم) و (كاشرو). وكان على السرية الثانية من المنطقة المذكورة القيام بالهجوم على (بوحنيفة) و (السيدة) و (شارييه) و (فرانشيتي). أما في المنطقة الرابعة فكان على الملازم (سي رضوان) الهجوم على مدن (سيغ) و (المحمدية) و (روليزاذا) وبقية القرى في الإقليم. واستطاعت قيادة التنسيق في جيش التحرير الوطني إنهاء الاستعدادات والتحضيرات خلال أسبوع واحد، وتم التنفيذ يوم (٢٦ - آب - أوت - ١٩٥٧) في المنطقتين معا.
وخاض المجاهدون معركتهم في (مسكرة) ضد عناصر الفرقة المدرعة الخامسة، ودارت رحى الاشتباكات العنيفة في شوارع المدينة، ولقي المجاهدون دعما قويا من الفدائيين المحليين، في حين كانت النساء الجزائريات من أمهات المجاهدين وإخوتهن تطلقن الزغاريد - اليويو - من شرف منازلهن أو من فوق الأسطحة فتستثرن بزغاريدهن حماسة المجاهدين الذين أمكن لهم تكبيد قوات العدو خسائر فادحة. وقتل عدد كبير من عسكرييه ورجال شرطته. وأكدوا له أنه ما من قوة يمكن لها أن تنال من تصميم الشعب الجزائري وجيش تحريره الوطني.
قرر القادة الافرنسيون القيام بمحاولة تحدي جرأة جيش التحرير الوطني، والقيام بهجوم على نطاق واسع. وجرت عملية المسح الأولى في (بني الشقران) في وقت كانت فيه قوات كتيبتي جيش التحرير (لا يزيد مجموع أفرادهما عن ٢٢٠ مجاهدا) قد اتفقتا على اللقاء في دوار (حبوشة) بجوار (جباى منور) عند (سي عبد القادر ولد سي الحاج) والذي مات ميتة بطولية، إذ أحرقه الافرنسيون حيا في