ملجئه بعد أن رفض نداء القوات الافرنسية التي كانت تطلب إليه - بمكبرات الصوات - أن يلقي سلاحه ويستسلم لها.
...
قامت قوات العدو بتنفيذ عملياتها الانتقامية الثانية في (جبل منور) وفي منطقة ملاصقة لأماكن تجمع المجاهدين وذلك في يوم (٥ أيلول - سبتمبر - ١٩٥٧) حيث استطاعت قوات العدو تطويق المجاهدين. وهنا أظهر القائدان المسؤولان عن الكتيبتين (الملازم سي محمود) و (الملازم سي رضوان) كفاءتهما العالية، وشجاعتهما النادرة في مواجهة خطر التطويق، فقررا تلقين قوات العدو الاستعمارية درسا لا ينسى.
لم تكن طبيعة الأرض صالحة لعمل المجاهدين، إذ كانت تشكل سهلا من (حبوشة) و (غريس) و (روليزانا). ولم يكن أمام المجاهدين إلا خيار واحد هو الوصول بأي ثمن إلى الذروة المربعة الشكل في جبل منور. وأسندت قيادة الكتيبتين إلى (سي رضوان) نظرا لما يتوافر له من الخبرة القتالية حيث سبق له أن عمل ضابطا في الجيش الافرنسي، وتخرج من كلية فرنسا الحربية، وخدم مرتين في الهند - الصينية، عندما كانت الحرب على أشدها في ذلك الاقليم. وأصدر (سي رضوان) أمره إلى كافة المجاهدين بالانقضاض على قوات العدو، والاستيلاء على خط الذرى في (جبل منور). حتى يصبح بالإمكان السيطرة على الموقف، والهيمنة على القوات الإفرنسية. وأمكن تحقيق هذا الجزء من العملية بنجاح رائع. واحتل المجاهدون مواقعهم على خط الذرى في الليل. وانتشر الخفراء والحرس، واتخذت تدابير الحيطة الضرورية.