تردد في الصباح المبكر صوت أحد الخفراء - المراقبين - وهو يرسل إنذاره (إنذار! قافلة ضخمة من المدرعات تتقدم من اتجاه الغرب - اتجاه مسكرة). ولم يخلص هذا الخفير من أداء واجبه، حتى تردد صوت خفير آخر - فى الاتجاه المقابل - وهو ينادي:(إنذار! قافلة أخرى تتقدم من اتجاه الشرق - اتجاه روليزانا،. ومضت دقائق فقط، وبدأت طائرات (ت - ٦) برمي نيران رشاشاتها على الجبل في محاولة للقضاء على المقاومة في بعض المناطق تمهيدا للسماح للطائرات العمودية (هيليكوبتر - بانانا) بانزال قواتها من المظليين واحتلال النقاط الاستراتيجية. وفهم الأخ المجاهد (سي رضوان) مناورة القادة العسكريين الافرنسيين فأصدر أمره إلى المجاهدين بتركيب الحراب، والتقدم صعدا فوق مجنبات الجبل. وتدخل الطيران بسرعة لإعاقة قوة مجاهدي جيش التحرير الوطني عن بلوغ المرتفعات الجبلية. وحدثت اشتباكات قاسية خسر فيها المجاهدون (١٧) شهيدا. غير أنهم نجحوا في الوصول إلى الخط الذي يريدون بلوغه. ودارت رحى صراع بطولي لمدة ساعتين، غير أن المجاهدين استطاعوا في الساعة (٨٠٠) أن يسيطروا على الموقف سيطرة تامة، وذلك على الرغم من تدخل الطيران، وعلى الرغم أيضا من القصف المدفعي الشديد وعندئذ أصدر (سي رضوان) أوامره إلى كافة المجاهدين، بحفر الحفر الفردية، والاقتصاد في الذخائر. وعدم الرمي على جند العدو إلا عند اقترابهم لمسافة تنقص عن مائة متر عن مواقع المجاهدين.
حدد العدو بدقة مواقع المجاهدين على خط ذرى الجبل، فعمل على إجراء عملية تطويق بعيدة، وأحكم الحصار على كافة نقاط المرور. واستقدم قوات دعم من كافة المراكز العسكرية