القريبة، فجاءت النجدات من:(تيارت) و (سيده) و (روليزانا) و (مسكرة) و (وهران). وأشيع أن قوات لحلف شمال الأطلسي ستقوم بالإنزال فوق السهول المحيطة (تيغنيف) و (روليزانا).
قامت المدفعية الثقيلة للعدو بقصف مواقع المجاهدين لمدة ساعتين. وبدأ المشاة بعد ذلك هجومهم، وأخذوا في تسلق مجنبات الجبل، على اتجاه المجاهدين، حيث الأرض مكشوفة وتسمح بقتال الالتحام - جسما لجسم - مع المجاهدين. واستمر الصراع الدموي الرهيب لمدة ساعة كاملة، وتمكن مجاهدو جيش التحرير الوطني من الدفاع عن مواقعهم بحزم، ولم يتمكن ولو فصيل واحد من قوة الأعداء، من الثبات أو الوصول إلى هدفه. وأخذت القوات الافرنسية بالتراجع، وعندها تحولوا إلى أهداف رائعة لنيران رشاشات المجاهدين، كما أخذ مهرة الرماة - القناصة - من المجاهدين، بممارسة مهاراتهم، فقتلوا عددا كبيرا من جند العدو الذين حاولوا البقاء في مواقعهم على مجنبات الجبل وسفوحه.
أصيب العدو بالذعر، فطلب إلى مدفعيته الثقيلة بمعاودة قصف مواقع المجاهدين. كما أصدر أوامره إلى قاعدته الجوية (سينيا - في وهران) وقاعدته الأخرى في (تييرسفيل - مسكرة) بالتدخل ضد مواقع المجاهدين. وانصبت حمم القنابل بكثافة رهيبة على الجبل حتى اعتقد الضباط الافرنسيون بأنه لم يبق للمجاهدين وجود فوق المنطقة. فأصدروا أوامرهم، ودفعوا الوحدات للهجوم مرة ثانية. وقاوم المجاهدون مرة ثانية مقاومة ضارية تقدم القوات الافرنسية، وتمسكوا، بعناد مثير، بمواقعهم على خط الذرى، وحافظوا على مواقعهم وخنادقهم. وتوقف هجوم القوات الافرنسية، وأخذ جنود الأعداء يتدافعون في محاولة ليأخذ كل واحد منهم الملجأ الأفضل,